الإمام محمد بن عبد الوهاب :
1- هو الإمام محمد بن عبد الوهاب التميمي ، زعيم النهضة الدينية الإصلاحية الحديثة في جزيرة العرب ، ولد بالعيينة ، وطلب العلم بالحجاز - دعي إلي التوحيد الخالص ، وكانت دعوته هي الشعلة الأولي لليقظة الحديثة في العالم الإسلامي كله .
2- له كتب في التوحيد ( كتاب التوحيد ) ، ( كشف الشبهات )
لغويات :
اتقوا : التقوى الخشية والخوف ، وتقوي الله : خشيته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه .
اجلوا : اكشفوا ما عليها من سواد ظلمة الذنوب .
التوبة : الاعتراف والندم ، والإقلاع والعزم على ألا يعاود الإنسان ما اقترفه .
استفتحوا : اطلبوا فتح أبواب الرحمة .
واسوا : من المواساة - إعطاؤهم من مالكم .
سفهاءكم : جمع سفيه ، وهو من لا يحسن التصرف .
قصم : كسر وأهلك - نزلت به البلية البغي : الظلم ومجاوزة الحد .
الحقد : الانطواء على العداوة والتملص لفرصتها جمع أحقاد ، حقود .
الحسد : تمني أن تتحول نعمة الآخرين إليك أو أن يسلبوها .
الغم : الحزن والكرب يحصل للقلب بسبب بما جمعه ( غموم )
كمد : كتمان الحزن - حزن الرجل حزنا شديداً
كبت : كب في النار قلب وألقي وصرع ، مجبور : منصور غالب .
فرط : جاوز الحد في القول أو العمل .
غنم : فاز بالشئ في التتريل العزيز ( فكلوا مما غنتم حلالاً طيباً ) .
واسوا : خفضوا الآلام ، خذوا على أيدي : شددوا .
سفهائكم : جمع سفيه من لا يحسن التصرف ، الكمد : كتمان الآلام .
الأفكار والمعاني :
1- الدعوة إلي تقوي الله ، بعد أن غلب الطمع على النفوس فأهلكها ، واستولت الذنوب على القلوب فجعلتها سوداء . ( وهذا هو سبب البلاء وأصل الداء ) ثم يفصل العلاج ) .
2- إن التوبة هي التي تجلو سواد القلوب كالمصباح يضئ الطريق .
- الاستغفار مفتاح الرحمة فإن الله يرحم التائبين ويفتح لهم باب الرحمة بالتوبة .
- إصلاح الأعمال الفاسدة - فهذا هو الطريق لأن يصلح الله أحوالنا .
- مواساة الفقراء ومساعدتهم - فبها يوسع الله الأرزاق .
- الأخذ على يد السفهاء ، سبيل إلي بركة العمر وطول الأجل .
- الرحمة تجلب لصاحبها رحمة الله ، والظلم يجلب لصاحبه ظلماً أشد .
- التفريط في الدين ندامة ، وعمل الصالحات ربح وغنيمة .
- تقوي الله في السر وفي العلن عصمة وسلامة .
- البعد عن البغي والعدوان والحقد والحسد ، فالحسود لا يسود ، ولا يستطيع أن يرد نعمة من نعم الله على عبد من عباده .
- الإنسان ابن بيئته وكل إناء بما فيه ينضج .
- من حفر لأخيه شرا وقع فيه .
- إن من تدركه رحمة الله وعنايته فلن يمسه سوء أو مكروه .
- المحسن يجازي بإحسانه ، والمسئ بإساءته يوم القيامة .
خصائص أسلوب الشيخ :
- الشيخ رحمة الله جاء مجددا للعقيدة في القلوب ، كما جدد في الأفكار والأسلوب :-
1- هذب الأسلوب بطريقة عملية .
2- خلص الخطابة من الركالة والرتابة ، وأزال عنها البديع المتكلف .
3- كثرت خصائص الخطابة منذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتغيرت عما كانت عليه قبله موضوعاً وأسلوباً كالآتي :-
التحليل والتذوق :
- فيا أيها الناس : أسلوب إنشائي نداء للتنبيه .
- اتقوا الله : أسلوب إنشائي أمر للحث وإثارة الانتباه .
- عباد الله : أسلوب إنشائي نداء حذف الأداة إشعارا بالقرب ولمنع تكرار أداة النداء ... وتكرار النداء لزيادة الحث والتنبيه .
- قد غلب على النفوس الطمع فأهلكها :
( قد ) تفيد التحقيق لما جاء في الجملة من تغلب الطمع على النفوس وإهلاكه لها.
( على النفوس ) تقديم الجارر والمجرور يفيد التخصيص والاهتمام بأمر النفوس .
( أهلكها ) استعارة مكنية تجعل النفوس شيئا حسيا أهلكه الطمع وأباده
( الطمع ) لم يذكر أي نوع من الطمع إشارة إلي أن كل ألوان الطمع قد سيطرات على النفوس ، طمع في الدنيا بزخرفها - طمع في المال ، في الشهوات - استولت على القلوب الذنوب فسودتها :
قضية ثانية ينبه إليها الشيخ وهي أن الذنوب قد استولت على كل شغاف القلوب ومشاعرها فأحالتها سوداء وقضت على نور الإيمان فيها .
( استولت ) توحي بالسيادة والتسلط الكامل - وكأنه لا شئ فيها غير الذنوب .
( على القلوب ) تقديم للتخصيص وشدة التنبه لما صارت إليه القلوب .
( فسودتها ) تصوير للقلوب بالشئ الأسود لكثرة ما ران عليها من الذنوب والذنوب أعمال سوداء فسودت القلوب
الجملتان السابقتان : ( 1) بينهما ازدواج ، وهو من مصادر الموسيقي في النثر الفني
( 2) تكشفان عن الداء الذي عم في هذا العصر .
- فاجلوا سواد هذه الظلمة بالتوبة :
تذكرة علاج تحمل دواء واحدا ناجعا..... إذ ليس من سيبل الخلاص من داء الذنوب غير التوبة . وتلك سمات الداعية الحق - أن يضع الدواء ذكر الداء .
(اجلوا ) أسلوب إنشائي أمر للنصح والإرشاد .
( سواد الظلمة ) : استعارة تصريحية يشبه الذنوب والمعاصي بالظلام الأسود الذي سيطر على القلوب وصرح بالمشبه به .
( التوبة هي المصباح ) : تشبيه بليغ - جعل التوبة هي المصباح الذي يحتاجه كل صاحب ذنب ليقضي به على ظلام الذنوب وسواد القلوب ، فوجه الشبه هو إزالة الظلمة . ووجه بلاغته أنه جاء دالاً على المعني المراد بوضوح بياني .
- واستفتحوا أبواب الرحمة بالاستغفار : أسلوب إنشائي أمر للنصح والإرشاد .
( استفتحوا )- اطلبوا فتح أبواب الرحمة - فلا يصح لو قال افتحوا .
( أبواب الرحمة ) : استعارة مكنية شبه الرحمة بمنازل لها أبواب على التائبين أن يطلبوا من الله تعالي أن يفتح لهم أبواب رحمته بعد أن تاب عليهم .
( بالاستغفار ) : استعارة تصريحية - شبه الاستغفار بالمفتاح الذي يمكن به أن تفتح لهم به أبواب الرحمة .
- أصلحوا فساد أعمالكم يصلح الله أحوالكم : أسلوب إنشائي أمر للنصح والإرشاد ، وهو تعبير عن معني قوله تعالي ( لا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ) وهو هنا يوجز الأمر ويوجز علاجه في دقة بالغة .
- خذوا على أيدي سفهائكم : كناية عن التشديد والوقوف ضد فاسدي التصرف ، وهو أسلوب إنشائي أمر للنصح والإرشاد .
- وفي الجمل الأربع السابقة ما يسمي في علم البديع ( ترصيعا ) وهو تكرار أكثر من سجعتين - مما يحدث أثرا موسيقيا في الصياغة ، فقد قال ( أعمالكم ، أحوالكم ، درجاتكم ، فقراءكم ، أرزاقكم ، سفهائكم أعماركم ) مع ملاحظة أنه لا تكلف في هذه السجعات .
- الترصيع أيضا في قوله : فمن (( رحم رحم ، ومن ظلم قصم ، ومن فرط ندم ، ومن أنجز في الأعمال الصالحة ربح وغنم سلم ) .
- سره × علانية : طباق للشمول - شمول تقوي الإنسان لربه سرا وعلانية .
- لا يناله من حسده إلا الهم والغم والكمد والنكد = أسلوب قصر - طريقته النفي والاستثناء - يفيد توليد ما يحدث للحسود من آلام متعددة .
- كل إناء ينضج بما فيه : كناية عن أن الإنسان يتصرف وفق ما تربي عليه .
- لاشك : إطناب الاعتراض للتوكيد .
حفر لأخيه بئرا وقع فيه : كناية عن أن من يدبر شرا للناس سوف ينقلب الشر عليه وحده - ( لأخيه ) تقدم للتخصيص .
- منصور - مجبور : سجع ، وجناس ناقص .
- محسن × مسئ : طباق للشمول ، شمول الجزاء من جنس العمل .
- هل تجزون إلا ما كنتم تعملون : أسلوب قصر بالنفي ( هي بمعني لا ) والاستثناء لتوكيد أن الجزاء على قدر العمل ونوعه .
التعليق العام :
خصائص الخطابة منذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب : -
1- وضوح الأفكار وتسلسلها مما يدل على سعة الثقافة وعمقها .
2- قوة العاطفة المدعومة بقوة الحجة والبرهان .
3- بيان قوي يأخذ بالألباب فيمس شغاف القلوب .
4- عبارة رصينة منتقاة فيها من الإيقاع والاتزان ما يجعل أسلوب الشيخ من السهل الممتنع
5- بديع غير متكلف ، ذو تأثير على الأذن والقلب معا ، وخاصة ذلك السجع المنسق .
6- إيجاز يلم بأطراف الموضوع في كلمات محددة مسددة رشيقة .
7- تأثر واضح بالقرآن في المعاني والاقتباس الذي يصيب الهدف .
8- استشهاد بآية من كتاب الله يتوج بها كل خطبة من خطبة .
9- الحكم التي ينثرها في خطبة .
10- المزاوجة بين الجمل الإنشائية والخبرية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النثر - منهج البشر - سيد قطب
منهج للبشر - لسيد قطب
التعريف بالكاتب :
1- واحد من أبرز أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث - كما أنه رواد الأدب المعاصر .
2- ولد سنة 1321هـ سنة1903 في صعيد مصر بقرية تابعة لمحافظة أسيوط في أسرة ميسورة الحال متدينة .
3- تعلم في مدارس أسيوط - ثم التحق بكلية دار العلوم حتي تخرج منها .
4- كان محبا للقراءة الأدبية والدينية ، فتكونت له ثقافة واسعة راسخة .
5- اتصل بالأستاذ عباس العقاد وأعجب به ، ونهل من فكره ، ودافع عنه كثيراً .
6- أعدم - يرحمه الله - في سنة 1386/ 1966م .
النص :
" هذا المنهج الإلهي ، الذي يمثله الإسلام في صورته النهائية ، كما جاء بها محمد - صلي الله عليه وسلم - لا يتحقق في دنيا الناس ، بمجرد تنزله من عند الله ، ولا يتحقق بمجرد إبلاغه للناس وبيانه ، ولا يتحقق بالقهر الإلهي على نحو ما يمضي ناموسه في دورة الفلك وسير الكواكب . إنما يتحقق بأن تحمله جماعة من البشر تؤمن به إيماناً كاملاً ، وتستقيم عليه بقدر طاقتها ، وتجتهد لتحققه في قلوب الآخرين وفي حياتهم كذلك ، وتجاهد لهذه الغاية بكل ما تملك .
تجاهد الضعف البشري ، والهوى البشري في داخل النفوس ، وتجاهد الذين يدفعهم الضعف والهوى للوقوف في وجه الهدي ، وتبلغ - بعد ذلك كله - من تحقيق هذا المنهج إلي الحد الذي تطيقه فطرة البشر ، والذي يهيئه لهم واقعهم المادي . على أن تبدأ بالبشر من النقطة التي هم فيها فعلا ، ولا تغفل واقعهم ، ومقتضياته في سير وتتابع مراحل هذا المنهج الإلهي ، ثم تنتصر هذه الجماعة على نفسها وعلى نفوس الناس معها تارة ، وتنهزم في المعركة مع نفسها وعلى نفوس الناس معها تارة ، وتنهزم في المعركة مع نفسها أو مع نفوس الناس تارة بقدر ما تبذل من الجهد ، وبقدر ما تتخذ من الوسائل المناسبة للزمان ولمقتضيات الأحوال ، وقبل كل شئ ،بمقدار ما تمثل هي ذاتها من حقيقة هذا المنهج ، ومن ترجمته ترجمة عملية في واقعها وسلوكها الذاتي .
هذه هي طبيعة هذا الدين وطريقته ، وهذه خطته الحركية ووسيلة ، وهذه هي الحقيقة التي شاء الله أن يعلمها للجماعة المسلمة وهو يقول لها ( إن الله لا يغير ما يقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ) ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ) ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) .
اللغويات :
المنهج : الطريق الواضح المستقيم ، فطرة : الطبيعة السلمية الخالية من كل عيب
صورته النهائية : الإسلام خاتم الأديان ، مقتضياته : متطلباته
إبلاغه : إعلانه والدعوة إلي اتباعه ، ترجمته : تحويله إلي واقع عملي
بيانه : توضيح تعاليمه ، الحركية : العلمية
القهر الإلهي : القدرة الإلهية النافذة ، يعلمها : يخبرها - يعلنها
ناموسة : قانونية وشريعته ، تمثل : يكون دورها في أنفاذ هذا المنهج
تستقيم عليه : تسير بانضباط والتزام تام عليه .
الشرح :
1- الإسلام الذي جاء به محمد - صلي الله عليه وسلم - هو المنهج الإلهي في أكمل صورة ، وأتم خصائصه ولكن هذا المنهج الإلهي المتمثل في الدين الإسلامي الصحيح لن يتحقق بمجرد إعلانه للناس ، ولا بمجرد توضيح أصوله لهم ، كذلك لا يتحقق بالقوة الإلهية التي تتحكم في سير المخلوقات كدورة الفلك وسير الكواكب .. لكن يتحقق هذا المنهج الإلهي القويم بأن تتبعه بمجموعة من الناس أتباعا كاملاً ، ثم تجاهد ليتحقق في نفوس غيرهم من الناس ويرسخ الإيمان به في قلوبهم ، وتسير عليه حياتهم .
2- يجب على جماعة المسلمين الذين يتولون تعميق الإيمان في قلوب وحياة الناس أن تحارب أهواء النفس ، وتحارب الذين يمنعون انتشار دين الهدي .
3- وعلى هذه الجماعة المؤمنة بالمنهج الإلهي المتمثل في الإسلام الكامل أن تعمل على تحقيقه في حدود طاقة البشر ، وأن تكون البداية ما يعيشونه فعلا . ثم تتخذ الوسائل الكفيلة بتحقيق هذا المنهج على مراحل ... فقد تنتصر هذه الجماعة على نفسها مرة وقد تهزم مرة أخري . وقد تنتصر على نفوس الناس أو تنهزم مرة أخري .
4- ويكون النصر على نفسها وعلى نفوس بمقدار ما يتحقق من هذا المنهج تحقيقا عمليا فكلما طبقنا هذا المنهج في حياتنا ونفوسنا أكثر كان النصر أكثر .
5- تلك هي حقيقة الإسلام - وهذه هي خطته العملية التي يجب أن يسير عليها كل مسلم ملتزم بالمنهج الإلهي .
وهذه هي الحقيقة التي يريد الله أن يبلغها للمسلمين ، وهي أن الله لن يغير حال الناس إلا إذا غيروا ما بأنفسهم ، ووعد الذين يجاهدون لإعلام دينه بالنصر.
التحليل والتذوق :
- المنهج الإلهي : الدين الذي يريده الله للبشر .
- الإسلام في صورته النهائية : فالإسلام آخر الديانات ، وهو الصورة الكاملة للمنهج الإلهي الذي يجب أن يسير عليه البشر جميعاً .
- لا يتحقق بمجرد إبلاغه للناس وبيانه لهم :
- لا يتحقق بمجرد نزوله من عند الله :
- لا يتحقق بالقهر الإلهي كالأمور الكونية :
- إنما يتحقق بأن تحمله جماعة من الناس تؤمن به وتسير عليه في حياتها -لكن بشروط هي أن :
1- تؤمن به إيماناً كاملاً .
2- تسير على نهجه قدر طاقتها .
3- تعمل على تحقيقه في نفوس الآخرين وحياتهم .
4- تجاهد بكل ما تملك لتحقيق هذا الدين علمياً .
- هذا المنهج الإلهي : إشارة إلي حقيقة الإسلام وجوهر تعاليمه - وقد وصفه بالإلهي ليؤكد أنه ليس من صنع البشر أو الملائكة - وما كان إلا هياً فهو فوق الشبهات وفوق التناقص .
- لا يتحقق في الأرض ، وفي دنيا الناس : الأولي إشارة إلي تحقق المنهج الإلهي في الأرض كلها بكل مخلوقاتها ، الثانية إشارة إلي تحققه في دنيا الناس وحياتهم شاملاً الإيمان والتوحيد والالتزام بالأوامر وترك النواهي . فليس ذلك مطلوبا من غير الناس في الأرض .
- لا يتحقق بمجرد إبلاغه للناس وبيانه : إشارة إلي أن إبلاغ الناس بالمنهج الإلهي ليس كافيا لتحقيقه في حياتهم . فقد يبلغون ولا يؤمنون به ولا يعملون بما جاء فيه - فليس كل من بلغ آمن .
- ولا يتحقق بالقهر الإلهي : إشارة إلي أن المنهج الإلهي الذي جاء به الإسلام لا يتحقق بالقهر الإلهي ، لأن ذلك يبعد كونه الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل - ولأنه لو تحقق بالقهر الإلهي كما هو الحال في تسخير الكواكب والنجوم لما كان لأحد الخيار في الإيمان والكفر .
- إنما يتحقق بأن تحمله جماعة : أسلوب قصر طريقته ( إنما ) - لإفادة التخصيص .
- تجاهد الضعف البشري والهوى البشري : استعارة مكنية تجعل الضعف والهوى شخصين عدوين تجب على الجماعة التي تجاهد في سبيل تحقيق الدين مجاهد هما حتي تتغلب عليهما .
- إلي الحد الذي تطيقه فطرة البشر : إشارة إلي أن الدين ليس فيه قهر ولا جبروت ، ولا تكليف الناس بما لا يطيقون - فالدين يسر ، والنبي صلي الله عليه وسلم يقول :" اتقوا الله ما استطعتم " .
- هذه الشروط الأربعة هي الخطة الحركية التي يمكن بها أن يطبق الدين الإسلامي .
- أنواع الجهاد الذي يقوم به المؤمنون :
أ - جهاد الضعف البشري
ب- جهاد الهوى النفسي .
جـ - جهاد أعداء الدين .
- ضوابط الجهاد ومراحله :
أ - البدء من الحياة والصورة التي يجدون عليها الناس عندما يدعونهم للإيمان .
ب- الأخذ بعين الاعتبار ما يحيط بالناس في حياتهم الواقعية المادية . لأنه لا يمكن اقتلاع الناس من حياتهم التي يعيشونها مرة واحدة .
معيار الجهاد وتوقعاته
1- يمكن الانتصار على النفس وعلى الناس مرة , - أو الهزيمة مرة أخري .
2- كلما كان الجهاد أكثر وأقوي وأكثر وسائل زادت فرصة الانتصار على النفس البشرية وعلى نفوس الآخرين . وكذلك كلما كان التمسك بهذا الدين أكثر ، وتحويله إلي حياة عملية أكثر واقعاً كانت الانتصارات أكثر حدوثاً .
ترجمته ترجمة عملية في واقعها وسلوكها الذاتي :
أي تحويل أوامر الدين ونواهيه إلي حقيقة منفذة عملياً في الواقع من حولنا ، وفي سلوكنا وأخلاقنا الذاتية. وليس كلاما نظرياً ، وذلك بأن يطبق منهج الله في حدود طاقة البشر ، لأن الإسلام دين الفطرة لا يتجاهل واقع الناس .
التعليق العام :
1- مرة حياة الأستاذ / سيد قطب في مجال الدعوة الإسلامية بثلاثة أطوار هي :
الطور الأول : تأثرت ثقافة الأدبية بالثقافات الأجنبية وذلك عن طريق الكتب المترجمة من ناحية - وتأثره وإعجابه بالأستاذ / عباس العقاد من ناحية ثانية - فقد كان سيد قطب معجبا بالعقاد ، شديد الدفاع عنه وعن آرائه .
الطور الثاني : تأثره بالشيخ رشيد رضا ومدرسته - فأصبح في هذا الطور الثاني داعياً إلي الإسلام وإلي تحكيمه في كل شئون الحياة .
الطور الثالث : التفرغ للكتابة عن الإسلام والقرآن الكريم ، والعمل المستمر لتحقيق العمل بالإسلام والدعوة إليه .
2- للأستاذ سيد قطب خصائص تمثل منهجه أو مدرسته في الدعوة إلي الإسلام والتأليف عنه : وأهم مميزات هذه المدرسة هو صفة ( الجدية ):-
( أ ) جدية في المصادر التي أعتمد عليها ونهل منها ، وهي القرآن الكريم والسنة المطهرة .
( ب ) وتظهر الجدية في المؤلفات التي أصدرها عن الإسلام والقرآن : وهي ( التصوير الفني في القرآن ) - ( مشاهد القيامة في القرآن الكريم ) ( في ظلال القرآن ) .
( جـ ) الجدية في الموضوعات التي ألف فيها : وهي : ( العدالة الاجتماعية في الإسلام - ( الإسلام ومشكلات الحضارة ) ( لمستقبل لهذا الدين ) .
3- خصائص أسلوبه :
- أسلوب عذب قادر على التأثير والإقناع بيسر وجدارة .
- إدراكه العميق لكثير من الأمور التي لم يسبق لها .
- استطاع بأسلوبه في مؤلفاته أن يضع كل مسلم في الجو القرآني العطر ، الذي تحيا به النفوس وذلك ببيانه المشرق وعباراته المسهلة .
- حرارة الداعية وصدقه - يظهر ذلك بوضوح .
- ابتعاد أسلوبه عن التواء الأفكار والتفلسف في الحديث - وكذلك البعد عن جفاف العبارات .
- تسيطر على الكاتب عاطفة إيمانية قوية متمكنة من ذاته وتكوينه ، انعكست بوضوح على أسلوبه وقدرته على البيان والإبداع .
- طول تمرس بالأدب وعمق ثقافته مكنته من الإلمام الواعي بالكلمات وأثرها في الوجدان .
- الجدية في الأسلوب والرصانة في العبارات مع سهولة ووضوح .
- انتقاء الكلمات الموحية والتركيب المحكم .
- التكرار أحياناً .
- توليد الأفكار المساندة التي تخدم الفكرة الأساسية .
- الاستطراد والاستدراك - نتيجة لتزاحم الأفكار وتدفق المعلومات في موضوع يكتب عنه صاحبه وحرارة وإخلاص .
- النص يمثل أدب الدعوة الإسلامية في العصر الحديث ( النثر ) وهو من كتاب ( هذا الدين )